العادات الهامة التي تجعل منك متحدثا لبقاً، ويجعل لحديثك تأثيراً جيداً يساعد بالفعل في تكوين سلوك وانطباع الشخص المستمع تجاهك.

صنّف خبراء التنمية أنواع الأحاديث لـ3 أنواع حتى يتسنى علينا اختيار الكلام الجيد، وهي:
1- الأحاديث الميتة.. احذر منها وتجنبها تماماً لأنها تموت بمجرد لفظها؛ برغم أننا نقع فيها كثيراً عند مقابلة شخص ما لأول مرة، كتكرار هذه الأسئلة أخبارك إيه، إزيك، الجو حر؟ أو عندما تتفاجأ بوجود شخص فتقول له: الله أنت هنا؟ وتموت لأنها ليس لها ردود مفتوحة، ولا تنجح أبداً في تبادل أطراف الحديث مع أي شخص.

2- الأحاديث الودّية.. وتكون عن الأحداث الجارية والهوايات أو السؤال عن مكان الميلاد أو ما يشتهر به مكان نشأته، وينصح البدء بها دائماً.

3- الأحاديث العميقة.. وهي الجدلية التي تحمل أكثر من وجهة نظر، ويكون هناك مجال لطرحها وسماع وجهة نظر الآخر، بعد التعارف والدخول في مناقشات.

كم مرة شعرت أن تعارفك لم يكن جيداً وكنت خجلان ولم تقدّم نفسك بشكل جيد؟.. حاول في المرة القادمة استخدام البسمة الترحيبية وابدأ بالحديث الودّي، ولو كان لديك دقيقتان افتح موضوعاً معه تترك به انطباعاً إيجابياً ليتذكرك جيداً ويرحب بك دائماً عندما تقابله مرات أخرى.

ويضيف د. نبيل عشوش أن المجمع البريطاني حدد للإتيكيت 7 عادات تجعلك لبقاً ومقبولاً في حديثك ومتميزاً أيضاً؛ فعلى الرغم من المفهوم السائد عن اللباقة بكونها كثرة الكلام؛ إلا أن هذه العادات مختلفة تماماً:
1- القدرة على التعرف على أناس جديدة وفتح أحاديث معهم دون خجل أو سكوت أو هروب من هذا التعارف.

2- الدخول في الحديث بشكل مباشر؛ فهناك أناس كثيرون يبدءون كلامهم بمقدمات طويلة حتى يصاب المستمعون بالملل ويتوقعون ضعف الموضوع.

3- التقاط أطراف الحديث عند ركوده؛ حيث يمكن تحضير رؤوس موضوعات أو فكاهات تتناسب مع درجة التعليم والثقافة مع الحضور -دون حفظها- حتى لا تقال بطريقة ميكانيكية ودون تسلّط في طرحها، مع إعطاء فرصة للحضور بتجاذب أطراف الحديث حتى يتسنى لك أفكار جديدة من كلامهم.

4- الاستشعار بـ"متى أصبحت مملاً في الحديث"؟ وهناك قاعدة صريحة هي "أن كل الناس مملة وأولهم أنا"؛ فلو أكثرت من عرض فكرة وكررت جملة أو كلمة واحدة تدخل في دائرة الملل؛ فيجب ضبط النفس والعقل لعدم الوقوع في كثرة الكلام بنفس المعنى.

5- تغيير دفة الحديث إذا وجدت شخصاً يتحدث بكلام غير مناسب أو لائق عند وجود سيدات مثلاً أو أشخاص مختلفين في المعتقدات وخصوصاً عند اختلاف الديانات؛ شرط أن يتم ذلك بذكاء اجتماعي ودبلوماسية دون نهي المتكلم وإحراجه أمام الناس.

6- استشعار اكتئاب الآخرين؛ حيث تختلف هذه النقطة في المجتمعات العربية عن الدولية؛ فلو وجدت شخصاً ما متضايقاً ومكتئباً؛ نلح عليه بالسؤال كنوع من التآلف الاجتماعي والاهتمام به لتخليصه من حالته بالفضفضة؛ ولكن علم الإتيكيت الدولي يرى أنه يجب سؤاله مرة واحدة فقط، وإذا لم يرد لا ينصح بالإلحاح؛ فقد يكون هذا الشخص ليس لديه رغبة في البوح بأسراره لك.

7- الدفاع عن الآخر إذا شُهّر به في غيابه، ولا يفضل -على عكس المعتاد- الدفاع عمن يتم الهجوم عليه في وجوده؛ حتى لو كان غير قادراً على الدفاع عن نفسه، وبالرغم من أن ذلك يعتبر شهامة في المجتمعات العربية؛ لكنه في علوم التنمية البشرية قد يعتبر تأكيداً لضعف شخصية هذا الشخص الذي تولّينا الدفاع عنه وعدم قدرته على المواجهة.

كلنا نحب الشهامة، و(جدعنة ولاد البلد ويا سلام لو الناس شكرت فيك وقالت عليك إنك شاب جنتـل وذوق)، ومع بعض الاحتياطات البسيطة في الحديث تحقق المعادلة وتكون لبقاً لتحظى بقبول الناس؛ بل يتسارعون إليك لإبداء الرأي والإعجاب بك.