Department of Architecture Forum - Assiut University
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

Department of Architecture Forum - Assiut Universityدخول

descriptionغيّر حياتك بإيدك: عمارات من بَرّه وعِشش من جُوّه!!!!!!!!!!!!! Emptyغيّر حياتك بإيدك: عمارات من بَرّه وعِشش من جُوّه!!!!!!!!!!!!!

more_horiz
الحياة مثل الموت، خبرة ذاتية جداً؛ فمع أننا في حياتنا قد نتعرض لضغوط خارجية ونتفاعل مع المجتمع، نتعلم ونحب ونتزوج ونربي آخرين؛ إلا أننا نعرف جيداً أننا جئنا إلى هذه الحياة وحدنا، كما سنرحل عنها وحدنا أيضاً.. وبرغم التأثير الذي يُحدثه مَن حولنا في حياتنا، والأثر الذي يتركه كل منا في قلوب أحبته وأسرته والمجتمع من حوله؛ فإن كل شخص منا هو في النهاية بطل قصة حياته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في قصة حياتك أنت البطل الوحيد، مَن يدير الأحداث ويدور حوله الناس والزمن، والفرصة أمامك لتكتب هذه القصة حرفاً حرفاً مع كل طلعة شمس وكل موسم جديد، يمكن أن تكون قصة فشل وضياع، ويمكن أن تكون قصة نجاح؛ يمكنها أن تكون قصة حب لا مثيل لها، ويمكنها أن تكون قصة كراهية ورعب وانتقام.. كثيراً ما نظلم أنفسنا عندما نظنّ أن حياتنا ليست بيدنا وأننا غير قادرين على تغييرها للأفضل، والحقيقة أنك بطل قصة حياتك، والوحيد القادر على كتابة سطورها وتغييرها؛ بدليل أن الله سبحانه وتعالى قال {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}؛ فالله عز وجل نفسه لن يغير حياتك قبل أن تبدأ بيدك في تغييرها.

صديقي القارئ"، لو كنت مقتنعاً الآن أنك بالفعل بطل قصتك الوحيد، ليس أبوك، أو قُدوتك، أو أمك، أو حبيبتك هم أبطالها، وإن كانوا من أهم العناصر فيها؛ لكنهم سيظلّون شخصيات ثانوية؛ لأن لكل منهم قصة حياة هو بطلها الوحيد أيضاً..

لو كنت مؤمناً أن الله خلق الإنسان واختاره ليكون خليفته في الأرض وهو بذلك يُحمّله أمانة كبيرة، وجب على كل بشريّ تحمّلها.. ولو كنت مؤمناً أن اختيار الله لك، جُعل ليساعدك على اكتشاف قدراتك وتغيير حياتك وحياة مَن حولك للأفضل وإعمار الكون.. ولو كنت مؤمناً بنفسك وبقوتك وبقدرتك على تغيير حياتك وحياة من حولك إلى الأفضل.. لو كنت مؤمناً بكل ذلك؛ فتعالَ معي نكتشف الطريق سوياً.

في البداية أحببت أن أوضّح فرقاً مهماً ستلاحظه أثناء الرحلة، وهو الفرق بين التنمية والمساعدة والدعم؛ فكلنا يعرف المثل الصيني الذي يقول "عندما تعطي شخصاً سمكة تطعمه يوماً؛ ولكن عندما تعلّمه الصيد فقد أطعمته كل يوم"، في هذه السلسلة لن أعطيك فرصة قد تخطئ وقد تصيب؛ ولكننا سنتعلم سوياً كيف نصطاد الفرص، ونطوّر حياتنا بأيدينا.

لقد أثبتت التجارب أن تقديم المساعدة والدعم دون تنمية الشخص نفسه وإدراكه لما يحدث له ولحياته؛ لا قيمة له. وأتذكر جيداً منذ حوالي ثمان سنوات كنت مع فريق من اتحاد الكشافة والمرشدات، نقدم مساعدات مختلفة لأهالي منطقة "منشية ناصر"، وعندما ذهبنا لهذا المكان كان يبدو رائعاً من الخارج؛ عمارات جديدة مبنية بطريقة منظمة وشوارع مرصوفة.. قالوا لنا إن هذا المكان كان عبارة عن "عِشش" صفيح وبيوت طينية، وفي إطار مشروع تحت إشراف السيدة سوزان مبارك، تمّ بناء هذه المساكن ونقل سكان "العشش" إليها.

كان دورنا أن نقوم بعدّة أشياء لمساعدة أهالي المنطقة: عمل حَصر واستبيانات عن سكان المنطقة من الفئات العمرية المختلفة، وتقديم مساعدات عينية وأنشطة ترفيهية وتعليمية للطلبة.

وتمّ عمل خيمة ضخمة جداً كمقرّ، على مساحة كبيرة تكلّفت آلاف الجنيهات في ذلك الوقت.

بعد إنشاء المقرّ ذهبنا لبيوتنا ونحن نفكّر كيف سنبدأ العمل في اليوم التالي؛ ولكن عندما وصلنا في الصباح كانت الخيمة قد اختفت تماماً، ولم يبقَ منها سوى أعمدة حديدية، فشل السارق في خلعها من الأرض.

المهم، بدأنا في طَرق الأبواب لجمع المعلومات واجتذاب الأطفال بالملابس والأنشطة، وكانت المفاجأة.. كانت معظم الشقق التي طرقناها عبارة عن "عشش" في الحقيقة، كما أنها كانت تحتوي قطعاً من خيمتنا العزيزة، استخدمت الأمّهات قماشها كستائر ومفارش و"بيّاضات"، وداخل المساكن الجميلة يعيش مرضى لا يجدون ثمن الدواء، وأطفال تسرّبوا من التعليم وتعلّموا أن يستحلّوا كل شيء لهم، وهم في الحقيقة من مزقوا الخيمة ونقلوها ليُفرحوا أمهاتهم، اللاتي وجدن فيها غطاء لليالي البرد، بعد أن توقّفت الجمعيات منذ زمن بعيد عن دعمهم بالقماش الكستور.

لن أكذب مثل التقارير الحكومية وأقول إن مشروعنا في تنمية هذه المنطقة قد نجح؛ فهو -برغم اجتذاب عدد كبير من الأطفال، وإقامة رحلات وأنشطة لهم، ومنحهم بعض الملابس- لم يغيّر شيئاً من وضعهم المُزري؛ فلم يُعِد أحدَهم إلى المدرسة أو يقدم له صنعة تُطعمه كل يوم.

وبعدها بدأ إيماني بأن كل أنهار العالم لن تروي فداناً في الصحراء قبل استصلاحه، كما أن معونات العالم المتقدم لن تُشبعنا إن لم تشبع أرواحنا بالمعرفة أولاً.. قد يلجأ شخص منا إلى آخر لطلب المساعدة، والحقيقة أنك الوحيد القادر على مساعدة نفسك؛ فكّر فيما تملكه الآن، ابدأ بحواسك الخمسة، جسدك، علمك، إيمانك، علاقاتك، أهلك، كل ما تحمله من أحلام وطموحات.. هذا هو أنت وما تملكه بالفعل، وما سنتعلمه في الحلقات القادمة هو: كيف ننمّي هذه الأشياء لنغيّر حياتنا بأيدينا.

descriptionغيّر حياتك بإيدك: عمارات من بَرّه وعِشش من جُوّه!!!!!!!!!!!!! Emptyرد: غيّر حياتك بإيدك: عمارات من بَرّه وعِشش من جُوّه!!!!!!!!!!!!!

more_horiz
موضوع جميل
شكرا يا بشمهندسه

descriptionغيّر حياتك بإيدك: عمارات من بَرّه وعِشش من جُوّه!!!!!!!!!!!!! Emptyرد: غيّر حياتك بإيدك: عمارات من بَرّه وعِشش من جُوّه!!!!!!!!!!!!!

more_horiz
ميرسي يابشمهندس لمرورك
نورت الموضوع
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد