مذكرة
واشنطــن دي ســي
الى: الشـــــارع العربـــي
من: الرئيس بيـل كلينتـون
أعزائي السيدات والسادة ،،،
لطالما كتبت لقادتكم عبر السنوات الفائته، والآن ومع نهاية فترة ولايتي فقد قررت أن تكون آخر رسائلي هي لكم، أيها الجماهير العربية يامن دفعتم باهظاً لهذا الصراع .
وهنا سأكون فظاً، فقد فعلت كل ما يمكن عمله للخروج بانصاف وواقعية من الصراع العربي الإسرائيلي لكم وللإسرائيليين، ولكن إذا أردتم الإستمرار بمقاومة أي حل
و تفادي إتفاق يعطيكم خمسة وتسعون بالمئة مما تريدون...
حسناً فلا يوجد أي شيء يمكنني عمله، ولكن يوجد ما يمكنني قوله، وهاكم إياه:
إن أكثر ما يزعجني من مزاج الشارع العربي في الوقت الحاضر، هو العداء الذي أتلمسه ضد التحديث، والعولمة والديمقراطية وثورة المعلومات... ماذا ستفعلون مع
الإسرائيليين هو أمر يرجع لكم الآن، ولكن ماذا ستفعلون بمجتمعاتكم سوف يؤثر على إستقرار كل منطقة الشرق الأوسط .
ففي حين تركز الدول الأخرى على تطوير صناعاتها لترتقى إلى مستويات التنافس العالمية ما زلتم منغمسون بحماية صناعاتكم الغير قادرة على المنافسة . وفي حين يناضل الآخرون للتجارة على مستوى العالم، أنتم بالكاد تتاجرون مع بعضكم البعض، وفي حين يحرر الآخرون إعلامهم أنتم ما زلتم تكبلون أعلامكم.
وفي حين يبني قادة الدول شرعيتهم بالحث على التعليم، ما زال أغلب قادتكم يبنون شرعيتهم بالحث على الصراعات العقائدية . وفي حين يبحث الآخرون عن المستثمرون الأجانب لتوفير فرص العمل لأجيالهم الشابة، أنتم تدفعون المستثمرون الأجانب خارجاً بعنف البيروقراطية والسعي للصراع الذي يخيف الكل من منطقتكم
في عهد يصنع فيه الآخرون رقائق الكمبيوتر بينما تصنعون أنتم رقائق البطاطا .
عندما أسأل قادة العرب عن كوريا الجنوبية لمّا كان دخل الفرد فيها في بداية الخمسينات يساوي تقريباً دخل الفرد في سوريا ومصر آنذاك، والآن تعتبر كوريا الجنوبية في صف الدول المتطورة في حين تبقى سوريا ومصر من دول العالم
الثالث .
تكون الإجابة التي أحصل عليها هي أن تلك الدول العربية قد خاضت حروب . لكن كوريا الجنوبية هي الأخرى خاضت حروب لعشرات السنين.
أما العذر الآخر الذي أسمعه هو أن تلك الدول العربية تواجه مشاكل الكثافة السكانية .
حسناً فماذا عن الصين ونمو السكان بها بمعدل عشرة بالمئة سنوياً .
إن ما يهم مثقفيكم يبدو حماية غرورهم فيأتون بأعذار ضعف أنظمتهم الحاكمة عوضاً عن رعاية حوار شريف .
إنني واع ٍ بوضع إسرائيل، ومن يحكم الأماكن المقدسة للمسلمين في القدس يلمس روح الشارع العربي. ولا أفكر بدعوتكم للتخلي عن سيادتكم على أماكنكم المقدسة، ولكنني أناشدكم إعتبار أن تسألوا أكثر من سؤال واحد .
من يحكم المسجد الأقصى أمر حرج لكرامة كل عربي وفلسطيني مسلم في العالم المتحضر. ولكن ما نوع التعليم الذي ستوفرونه لأبنائكم، مانوع الإقتصاد الذي ستبنون وما نوع القانون الذي يسود بلادكم، كله سوف أيضاً يحدد كرامتكم في العالم المتحضر، فكما يجب أن تهتموا بالإجابة على الأسئلة القديمة، يجب أن تفهموا أنها ليست الأسئلة الوحيدة التي تتطلب الإجابة .
يجب أن يكون هنا توازن، المجتمع الذي ينسى جذوره لن يكون مستقراً ، لكن المجتمع المنشغل بجذوره والذي يسأل فقط السؤال: من يملك أي جذر سوف يستحيل له الحصول على نتيجة . إن مثقفوكم لا يهتمون. لأن أنظمة الحكم تحميهم في حين
يبقوكم هم لكي تحيون بالأسئلة البالية و نماذج الحكم القديمة، وبفعل ذلك يتأكدون بأنكم لن تصلوا لشيئ بكل إمكاناتكم.
أتمنى قريباً أن أرى إنتفاضة ليس فقط لفلسطين مستقلة بل إنتفاضة لتعليم العرب، وإنتفاضة لحرية الإعلام العربي، وأخرى لقانون وديمقراطية العرب. شارع عربي يستطيع أن يسأل سؤال واحد صحيح.
هل تعيشون في أفضل البلاد لتنشئة أبناءكم ؟
بكل إخلاص
بيــل كلينتــون
واشنطــن دي ســي
الى: الشـــــارع العربـــي
من: الرئيس بيـل كلينتـون
أعزائي السيدات والسادة ،،،
لطالما كتبت لقادتكم عبر السنوات الفائته، والآن ومع نهاية فترة ولايتي فقد قررت أن تكون آخر رسائلي هي لكم، أيها الجماهير العربية يامن دفعتم باهظاً لهذا الصراع .
وهنا سأكون فظاً، فقد فعلت كل ما يمكن عمله للخروج بانصاف وواقعية من الصراع العربي الإسرائيلي لكم وللإسرائيليين، ولكن إذا أردتم الإستمرار بمقاومة أي حل
و تفادي إتفاق يعطيكم خمسة وتسعون بالمئة مما تريدون...
حسناً فلا يوجد أي شيء يمكنني عمله، ولكن يوجد ما يمكنني قوله، وهاكم إياه:
إن أكثر ما يزعجني من مزاج الشارع العربي في الوقت الحاضر، هو العداء الذي أتلمسه ضد التحديث، والعولمة والديمقراطية وثورة المعلومات... ماذا ستفعلون مع
الإسرائيليين هو أمر يرجع لكم الآن، ولكن ماذا ستفعلون بمجتمعاتكم سوف يؤثر على إستقرار كل منطقة الشرق الأوسط .
ففي حين تركز الدول الأخرى على تطوير صناعاتها لترتقى إلى مستويات التنافس العالمية ما زلتم منغمسون بحماية صناعاتكم الغير قادرة على المنافسة . وفي حين يناضل الآخرون للتجارة على مستوى العالم، أنتم بالكاد تتاجرون مع بعضكم البعض، وفي حين يحرر الآخرون إعلامهم أنتم ما زلتم تكبلون أعلامكم.
وفي حين يبني قادة الدول شرعيتهم بالحث على التعليم، ما زال أغلب قادتكم يبنون شرعيتهم بالحث على الصراعات العقائدية . وفي حين يبحث الآخرون عن المستثمرون الأجانب لتوفير فرص العمل لأجيالهم الشابة، أنتم تدفعون المستثمرون الأجانب خارجاً بعنف البيروقراطية والسعي للصراع الذي يخيف الكل من منطقتكم
في عهد يصنع فيه الآخرون رقائق الكمبيوتر بينما تصنعون أنتم رقائق البطاطا .
عندما أسأل قادة العرب عن كوريا الجنوبية لمّا كان دخل الفرد فيها في بداية الخمسينات يساوي تقريباً دخل الفرد في سوريا ومصر آنذاك، والآن تعتبر كوريا الجنوبية في صف الدول المتطورة في حين تبقى سوريا ومصر من دول العالم
الثالث .
تكون الإجابة التي أحصل عليها هي أن تلك الدول العربية قد خاضت حروب . لكن كوريا الجنوبية هي الأخرى خاضت حروب لعشرات السنين.
أما العذر الآخر الذي أسمعه هو أن تلك الدول العربية تواجه مشاكل الكثافة السكانية .
حسناً فماذا عن الصين ونمو السكان بها بمعدل عشرة بالمئة سنوياً .
إن ما يهم مثقفيكم يبدو حماية غرورهم فيأتون بأعذار ضعف أنظمتهم الحاكمة عوضاً عن رعاية حوار شريف .
إنني واع ٍ بوضع إسرائيل، ومن يحكم الأماكن المقدسة للمسلمين في القدس يلمس روح الشارع العربي. ولا أفكر بدعوتكم للتخلي عن سيادتكم على أماكنكم المقدسة، ولكنني أناشدكم إعتبار أن تسألوا أكثر من سؤال واحد .
من يحكم المسجد الأقصى أمر حرج لكرامة كل عربي وفلسطيني مسلم في العالم المتحضر. ولكن ما نوع التعليم الذي ستوفرونه لأبنائكم، مانوع الإقتصاد الذي ستبنون وما نوع القانون الذي يسود بلادكم، كله سوف أيضاً يحدد كرامتكم في العالم المتحضر، فكما يجب أن تهتموا بالإجابة على الأسئلة القديمة، يجب أن تفهموا أنها ليست الأسئلة الوحيدة التي تتطلب الإجابة .
يجب أن يكون هنا توازن، المجتمع الذي ينسى جذوره لن يكون مستقراً ، لكن المجتمع المنشغل بجذوره والذي يسأل فقط السؤال: من يملك أي جذر سوف يستحيل له الحصول على نتيجة . إن مثقفوكم لا يهتمون. لأن أنظمة الحكم تحميهم في حين
يبقوكم هم لكي تحيون بالأسئلة البالية و نماذج الحكم القديمة، وبفعل ذلك يتأكدون بأنكم لن تصلوا لشيئ بكل إمكاناتكم.
أتمنى قريباً أن أرى إنتفاضة ليس فقط لفلسطين مستقلة بل إنتفاضة لتعليم العرب، وإنتفاضة لحرية الإعلام العربي، وأخرى لقانون وديمقراطية العرب. شارع عربي يستطيع أن يسأل سؤال واحد صحيح.
هل تعيشون في أفضل البلاد لتنشئة أبناءكم ؟
بكل إخلاص
بيــل كلينتــون