ماذا يعني هذا العنوان العجيب ..الطفل
والحمار .. وهل هناك قصة بين الطفل
الحمار ..بالتأكيد .. إنها قصة جديرة
بالذكر .. وحقيقة بالتأمل .. بل إني
أرى أن تكتب بماء الذهب على أنفس أنواع
الورق ويقوم كل أب بتعليقها في بيته
لتكون أنموذجا تربوياً يستفيد منها كل
أب وكل أم بل وكلما هم الأب أن يخطئ
ينظر بعين المعتبر إلى هذه القصة فيمتنع
عن الخطأ وكذلك لتكون عبرة للأم فعندما
تنظر إلى هذه القصة في الروحة والغدوة
تتذكر وتتعظ ولا تقع في الخطأ مرة أخرى
.. ولكن يا ترى ما هي هذه القصة
العجيبة ..دعونا نترك للطفل الصغير يحكي
لنا قصته مع الحمار .." كنت صغيراً في
بداية عمري .. لا أعرف أنطق الحروف
بصورة جيدة .. لا أعرف أن أقول سوى "با
ما هم " هذه هي مفرداتي العظيمة لا
أتقن غيرها اعرف بها كيف أنادي على أمي
أو أبي أو أطلب به الطعام الذي أقتات
به وأعيش عليه .. وفي يوم من الأيام ظهر
أمامي حيوان غريب له أربعة أقدام
وأذنان طويلان بعض الشيء ولونه أبيض
ويقول ( حا حا ) ويمشي في الشوارع
والطرقات يجر للناس أشياءهم .. فأردت
أن أعرف ما هو هذا الشيء فلم أجد بداً
من استخدام مصطلح من مصطلحاتي الضئيلة
التي كنت أستخدمها فقلت لأبي ( اده) ما
هذا فقال لي أبي " هذا حمار " ..الحقيقة
أني كنت معجباً به جداً منظره كان يلفت
انتباهي ويشد نظري إليه فكنت في كل مرة
أذهب فيها إلى الشارع أبحث عن هذا
الحيوان العجيب لأتأمل فيه وأتفكر ..
وأقول بأعلى صوتي فور رؤيتي له " حمار
حمار " وأبي وأمي كانوا سعداء بهذا الأمر
ولم يكونوا يرفضونه بل إنهم كانوا عوناً
لي فكانت أمي كل يوم تخرج بي في الصباح
الباكر إلى الشرفة لأتفرج معها من أعلى
فيمر الحمار فتقول لي هاهو الحمار بابني
.. فأهش له وأبش وأضحك وأقول حمار حمار
.. بالتأكيد هذا سلوك طفل مثلي في عمر
عام ونصف طبيعي جداً مني هذا السلوك ..
فكنت أبحث عن الحمار في كل مكان وليس فقط
الحمار بل الحصان أيضاً .. وأظن هذا أمر
طبيعي كما قلت أن يفعله طفل مثلي ..
وفي يوم من الأيام كنت عند أحد الأقارب
.. خالتي على أدق تعبير .. كنت عندها في
زيارة أسرية مع أمي .. والحقيقة أني
كنت مشتاقاً لرؤية الحمار الذي كنت أبحث
عنه في كل مكان فلقد كنت شغوفاً به ..
فطلبت من خالتي أن تحملني إلى الشرفة لأنظر
إلى الحمار خاصة أني كنت أسمع صوته كل
لحظة يمر من تحت بيتنا ,, ولكنها رفضت ..
وليتها رفضت فحسب .. لا بل إنها قلبت
الموازين بالنسبة لي وغيرت المفاهيم التي
كنت تعلمتها مع أبي وأمي لقد قالت لي
"أنت الحمار !! الحقيقة أني بدأت أتحسس
أذني في بداية الأمر وأنظر إلى نفسي في
المرآة ولكني لم أجد نفسي حماراً .. ولكني
وجدت نفسي كما أنا لم أتغير ..فظللت ألح
عليها أن تحملني وأقول لها " حمار حمار "
فتقول لي " أنت الحمار " الحقيقة أني لم
أفهم معنى هذا الاتهام .. إلا عندما نظرت
لأولاد خالتي وهم يضرب بعضهم بعض .. فيرد
أحدهم على ألآخر " فقال له : يا حمار "
عندها علمت أن خالتي كانت تسبني ..
وأدركت حينها معنى السب والشتم وأن هذا
وسيلة لأخذ الحق والثأر من الآخرين الذي
يؤذوننا أو يأخذون منا ما نحب .. وفي
اليوم التالي كانت الطامة عندما رجعت
إلى البيت وكان أبي مشغولاً ببعض الأمور
وكنت أريد أن ألعب معه ولكنه لم يكن
متفرغاً لي لأنه كان مشغولاً ببعض الضيوف
.. فأردت أن أدخل معه غرفته للعب
ولكنه منعني وشرح لي أنه يجلس مع عمي
وبعد ذهاب عمي سيجلس معي لكني لم أكن
لأنتظر ذلك .. فصرخت بأعلى صوتي ..
فحملني و أخرجني خارج الغرفة وأغلق
الباب .. فجلست أصرخ بأعلى صوتي واطرق
على الباب وأقول لأبي : " حمار حمار "
.. الحقيقة أن أبي فوجيء بهذا الأمر فخرج
من غرفته غضباً وضربني ..فبكيت وكررت
نفس الكلمة .. فضربني فبكيت ..وعندها
علمت أن هذه الكلمة عيب ..وهل هذا
معقول الحمار الذي عشت معه دهراً من
عمري أصبح اليوم شيء عيب محزن هذا الأمر
بالنسبة لي ...إنني حزين من خالتي لأنها
علمتني هذه الكلمة بهذه الطريقة .. فلقد
كنت أرددها في بيت أبي ولم يكن أبداً
ليضربني .. وأنا اليوم أرددها ولكن مع
كل مرة ضربة فهذه قصتي مع الحمار هي قصة
مؤسفة حقاً ولكنها رسالة إلى كل مربٍ أن
يكون قدوة لابنه كي لا تمسخ فطرتنا
السليمة وأن يحافظ علينا وعلى أخلاقنا
التي لم تتلوث بملوثات الحياة ودناسات
الواقع
والحمار .. وهل هناك قصة بين الطفل
الحمار ..بالتأكيد .. إنها قصة جديرة
بالذكر .. وحقيقة بالتأمل .. بل إني
أرى أن تكتب بماء الذهب على أنفس أنواع
الورق ويقوم كل أب بتعليقها في بيته
لتكون أنموذجا تربوياً يستفيد منها كل
أب وكل أم بل وكلما هم الأب أن يخطئ
ينظر بعين المعتبر إلى هذه القصة فيمتنع
عن الخطأ وكذلك لتكون عبرة للأم فعندما
تنظر إلى هذه القصة في الروحة والغدوة
تتذكر وتتعظ ولا تقع في الخطأ مرة أخرى
.. ولكن يا ترى ما هي هذه القصة
العجيبة ..دعونا نترك للطفل الصغير يحكي
لنا قصته مع الحمار .." كنت صغيراً في
بداية عمري .. لا أعرف أنطق الحروف
بصورة جيدة .. لا أعرف أن أقول سوى "با
ما هم " هذه هي مفرداتي العظيمة لا
أتقن غيرها اعرف بها كيف أنادي على أمي
أو أبي أو أطلب به الطعام الذي أقتات
به وأعيش عليه .. وفي يوم من الأيام ظهر
أمامي حيوان غريب له أربعة أقدام
وأذنان طويلان بعض الشيء ولونه أبيض
ويقول ( حا حا ) ويمشي في الشوارع
والطرقات يجر للناس أشياءهم .. فأردت
أن أعرف ما هو هذا الشيء فلم أجد بداً
من استخدام مصطلح من مصطلحاتي الضئيلة
التي كنت أستخدمها فقلت لأبي ( اده) ما
هذا فقال لي أبي " هذا حمار " ..الحقيقة
أني كنت معجباً به جداً منظره كان يلفت
انتباهي ويشد نظري إليه فكنت في كل مرة
أذهب فيها إلى الشارع أبحث عن هذا
الحيوان العجيب لأتأمل فيه وأتفكر ..
وأقول بأعلى صوتي فور رؤيتي له " حمار
حمار " وأبي وأمي كانوا سعداء بهذا الأمر
ولم يكونوا يرفضونه بل إنهم كانوا عوناً
لي فكانت أمي كل يوم تخرج بي في الصباح
الباكر إلى الشرفة لأتفرج معها من أعلى
فيمر الحمار فتقول لي هاهو الحمار بابني
.. فأهش له وأبش وأضحك وأقول حمار حمار
.. بالتأكيد هذا سلوك طفل مثلي في عمر
عام ونصف طبيعي جداً مني هذا السلوك ..
فكنت أبحث عن الحمار في كل مكان وليس فقط
الحمار بل الحصان أيضاً .. وأظن هذا أمر
طبيعي كما قلت أن يفعله طفل مثلي ..
وفي يوم من الأيام كنت عند أحد الأقارب
.. خالتي على أدق تعبير .. كنت عندها في
زيارة أسرية مع أمي .. والحقيقة أني
كنت مشتاقاً لرؤية الحمار الذي كنت أبحث
عنه في كل مكان فلقد كنت شغوفاً به ..
فطلبت من خالتي أن تحملني إلى الشرفة لأنظر
إلى الحمار خاصة أني كنت أسمع صوته كل
لحظة يمر من تحت بيتنا ,, ولكنها رفضت ..
وليتها رفضت فحسب .. لا بل إنها قلبت
الموازين بالنسبة لي وغيرت المفاهيم التي
كنت تعلمتها مع أبي وأمي لقد قالت لي
"أنت الحمار !! الحقيقة أني بدأت أتحسس
أذني في بداية الأمر وأنظر إلى نفسي في
المرآة ولكني لم أجد نفسي حماراً .. ولكني
وجدت نفسي كما أنا لم أتغير ..فظللت ألح
عليها أن تحملني وأقول لها " حمار حمار "
فتقول لي " أنت الحمار " الحقيقة أني لم
أفهم معنى هذا الاتهام .. إلا عندما نظرت
لأولاد خالتي وهم يضرب بعضهم بعض .. فيرد
أحدهم على ألآخر " فقال له : يا حمار "
عندها علمت أن خالتي كانت تسبني ..
وأدركت حينها معنى السب والشتم وأن هذا
وسيلة لأخذ الحق والثأر من الآخرين الذي
يؤذوننا أو يأخذون منا ما نحب .. وفي
اليوم التالي كانت الطامة عندما رجعت
إلى البيت وكان أبي مشغولاً ببعض الأمور
وكنت أريد أن ألعب معه ولكنه لم يكن
متفرغاً لي لأنه كان مشغولاً ببعض الضيوف
.. فأردت أن أدخل معه غرفته للعب
ولكنه منعني وشرح لي أنه يجلس مع عمي
وبعد ذهاب عمي سيجلس معي لكني لم أكن
لأنتظر ذلك .. فصرخت بأعلى صوتي ..
فحملني و أخرجني خارج الغرفة وأغلق
الباب .. فجلست أصرخ بأعلى صوتي واطرق
على الباب وأقول لأبي : " حمار حمار "
.. الحقيقة أن أبي فوجيء بهذا الأمر فخرج
من غرفته غضباً وضربني ..فبكيت وكررت
نفس الكلمة .. فضربني فبكيت ..وعندها
علمت أن هذه الكلمة عيب ..وهل هذا
معقول الحمار الذي عشت معه دهراً من
عمري أصبح اليوم شيء عيب محزن هذا الأمر
بالنسبة لي ...إنني حزين من خالتي لأنها
علمتني هذه الكلمة بهذه الطريقة .. فلقد
كنت أرددها في بيت أبي ولم يكن أبداً
ليضربني .. وأنا اليوم أرددها ولكن مع
كل مرة ضربة فهذه قصتي مع الحمار هي قصة
مؤسفة حقاً ولكنها رسالة إلى كل مربٍ أن
يكون قدوة لابنه كي لا تمسخ فطرتنا
السليمة وأن يحافظ علينا وعلى أخلاقنا
التي لم تتلوث بملوثات الحياة ودناسات
الواقع