فضفضة
حسنا لقد ظهرت النتيجة ............ !!
ما ستقرأه الآن هو تخاريف شخص أصابته صدمة من النتيجة ............ فقرر أن يسترسل في كلام قد يكون غير مترابط أصلا ............ فإذا كان عندك شيئا أخر مهم ............ أرجوك اذهب وأفعله ............ لا تضيع وقتك هنا ............ !!
نتيجة مع مرتبة الشرف ............!!
راجعت نتيجتي المعلقة علي كشف النتائج جيدا ............ وقلبي يخفق بقوة ............ ربما لأتأكد أنني أنا احمد محرم ............ ولا احد غيري هو من حصل علي هذه النتيجة ............ دون أن تكون هناك شبهه خطا في الرصد أو تشابه سخيف في الأسماء ............ لا تتعجب ............ فلم أكن أتوقع مطلقا مثل هذه النتيجة بعد كل هذا الإهمال ............ والمرض ............ والتعب ............ والتقصير ............ وكل ما يمكن أن تتخيله أن يكون كفيلا بان أتحمل الترم بأكمله ............ وأعيد السنة بين صفوف الطلاب مرة أخري ............ لكني دائما وأبدا أقول ............ إن الدفعة دي وشها حلو عليا ............ خصوصا بعض الناس ............ اللي فعلا بعزهم معزه غير عاديه ............ واحمل لهم بين طيات قلبي ............ وجنبات صدري ............ الكثير والكثير من مشاعر الاحترام والاهتمام ............ مع إنهم ميعرفوش ده ............ أخيرا ابتسمت بعد أسابيع من القلق الممتد من نهاية الامتحانات حتى هذا اليوم ............ فبهذا اليوم تحديدا تنغلق صفحتي الدراسية في ذلك الترم ............ وتبدأ آخر الصفحات الجامعية ............ اعرف عنها القليل واجهل عنها الكثير ............ من الكلية إلي العمل إلي الزواج ............ إلي ............ إلي ............ إلي ............ وهكذا زملائي وزميلاتي ............ إنها آخر صفحات نقضيها سويا في ذلك العام ............ الذي ينتهي سريعا ............ فهل أحسستم بذلك ؟ ............ !!
- مبارك يا عزيزي !!
هكذا جاءتني التهنئة عبر أثير الهواتف المحمولة مفمعه بحنان والدتي وسعادتها اللانهائية الممتزجة بعبارات الحنين
- أتمني أن أكون قد أسعدتك
قلتها علي سبيل الدعابة فقالت لي في حنان أكثر:-
- سوف يكلفني هذا ثمن جائزة حقيقة تستحقها
فقلت لها :-
- ليس أجمل من شعورك الداخلي بانجاز عمل ما إلا الاهتمام الذي تمنحيني إياه بين المحيطين بي انه شعور يساوي الدنيا وما فيها .
وانتهي حديثا المفعم بالتهنئة ............ ثم توجهت لكافتيريا الكلية ............ تدنو مني وأدنو منها في تؤده ............ إنها المرة بعد الألف التي ادخلها فيها كطالب بين هتافات التهنئات ............ وصراخات الرسوب ............ ودموع الأمل في الأفضل ............ حسنا إنها دائرة الحياة ............ تحتم علي أن اخرج من هنا ليحل محلي فتي أو فتاه أخري ............ ربما لا تقل عني جنونا أو تهورا !! ............ وربما تغلف حياتها الأسرار الغامضة مثلي تماما !! ............ من يدري ؟ !!
كانوا يجلسون هناك علي المائدة المعتادة وإذ بي اقترب منهم فصاح احدهم :-
- ناجح آخر أيها السادة !!
رفعوا أنظارهم نحوي ............ فتبسمت ساحبا مقعدا من البلاستيك الأبيض ............ سرعان ما احتواني بين مسنديه المريحين ............ ثم أسندت رأسي إلي الخلف قليلا ............ وأرخيت جسدي كله ............ وأطلقت لخيالي العنان ............ نعم لقد فعلتها مرة أخري ............ لكن لحظة إنهم يأكلون نفس نوع الطعام ............ لهم عقل و عينين وأذنين وانف وفم وذراعين وقدمين ............ أي أنهم لا يزيدون عني في شيء ............ بل والأكثر مرارة ............ بعضهم اصغر مني سنا ............ مهلا سيدي ............ أنا لا أتحدث عنك بالطبع ............ بل أتحدث عن هؤلاء الأبطال في أي مجال ............ ليس عن دفعتي العزيزة ............ بل أتحدث عن هذا الشاب الياباني الذي أخترع تلك الدائرة الكهربية المذهلة والتي تساعد على صنع مثيل لأجهزة أمريكية غالية الثمن بأسعار زهيدة ............ أتحدث عن هذا المصمم الذي قام وحده بعمل هذا الانيميشن الرهيب ............ وحصد الجائزة الأولى ............ وجعل الناس تنظر له في انبهار ............ وهو في عامه الواحد والعشرين فقط ............ أتحدث عن اينشتاين ونجيب محفوظ وغيرهم كيف فعلوها .. ؟؟!! .. ............ كيف صاروا هكذا . .............. ولماذا أنا عاجز تماما أن أصبح بطلا .............. لا اعرف لماذا أشعر وكأن هناك من يصفعني على - قفايا - كلما قرأت أو سمعت عن شاب يفعل شيئا مثيرا ............ اخترع اختراعا ............ ألف كتابا أنتشر سريعا ............ أحرز بطولة رياضية ............ يهتفون له الناس في كل مكان ............ ينظرون له في أعجاب ............ وأنا أقصى ما أستطيع أن افعله أن أكون من المهللين ............ أو فلأصمت ولأنزوي جانبا أفكر فيما أفكر فيه الآن ............ والمشكلة أن الصفعات لا تتوقف أبدا ..!!
بعد فوز مصر على الكاميرون ............ كم تمنيت أن أكون من بين لاعبي المنتخب ............ لاقف وانظر إلى إعجاب وحب الناس لي ............ دعك من الــ 2 مليون جنيه التي سآخذها عند عودتي ............ يا سلام ... مفيش أجمل من كدا ............ لعب وفلوس وشهرة ............ يا حلاوة ............ هكذا تخيلت نفسي ............ دعك مما في الأمر من نرجسية مطلقة بان أكون أنا كل شيء وافعل كل شيء ............ دعتي أعيش اللحظة من فضلك ............ لا داعي لهذه الملاحظات السخيفة الآن ..!! ............ المهم ............ ثم ارفع الكأس بدلا من أحمد حسن ............ وأحوز على إعجاب خبراء الكرة بدلا من حسن شحاتة ............ نعم فقد تخيلت نفسي أن أكون مكان المدرب كذلك !! ............ ثم أخطف الكأس ممن يمسكه - المفروض أنا - وأجري به ............ وأذهب به إلى الجماهير ثم إلى الكاميرا ............ اه طبعا ............ ولا أنسى أن اقبل الدبلة أو الخاتم في يدي ............ بالرغم من أني ليس عندي زوجة ............ ولا خطيبة ............ ولا حتى حبيبة ............ اللهم إلا إذا قررت ( س ) أن تتراجع عن جملتها اللعينة ............ "خلينا اخوات أحسن " !!
إحساس جميل أن تكون بطلا ............ لكن المشكلة أنني اكتشفت ............ أنني لا أحب في الموضوع إلا لحظة النجاح واختطاف إعجاب الناس ............ دعك من كون الفكرة نفسها طفولية إلى حد كبير ............ فأنا أريد أن أكون بطلا في اي مجال ............ لا يهم ما هو طالما أنني سأنتزع حب وإعجاب الناس ............ مع القليل من أموالهم كذلك ..!! ............ فلا تفرق معي إن كنت بطلا عن طريق كرة القدم أو الطب أو الفيزياء أو البرمجة أو التصميم ............ المهم أن أكون بطلا تفتخر بي ( س ) أمام الجميع ............ هذا إن تراجعت عن جملتها اللعينة .. "خلينا اخوات أحسن "!!
مع كل هذا التفكير والتخيلات ............ أكتشف أنني إنسان عادي جدا للأسف ............ ربما مازلت مراهقا كذلك ............ بالظبط مثل المراهق الذي يتخيل كيف سينقذ حبيبته من وسط أهوال نيران الغابات والأسود والثعابين والتماسيح ............ وكيف ستحتمي به من هذه الأهوال ............ وهو كالبطل يقتل الأسود ............ يطفئ النيران ............ يفتك بالتماسيح ............ ولا يخرجه من تخيلاته إلا (س) ............ عندما تقول له أمام الجميع " خلينا اخوات أحسن " !!
أحيانا أخرى أتخيل أن أكون بطل من نوع أخر ............ أتخيل مثلا أن أظهر في برنامج من سيربح الــ 10 مليون ............ نعم هم 10 مليون طالما أنني أنا المتسابق ............ ثم يسألني جورج قرداحي السؤال تلو الآخر ............ وانا أجيب قبل حتى ان تظهر الاختيارات على الشاشة .. !! ............ ويسألني سؤاله السخيف "جواب نهائي ؟" ............ فأجيبه بملل " ايوه يا عم نهائي أنت مبتفهمش ولا إيه " ............ فيتقبل دعابتي السمجة بضحك ............ ويقول جواب صحيح ............ ثم يظل يمدح في ذكائي بعد كل سؤال ............ ثم في تواضع كبير مني اقول "عارف عارف ..انا عبقري " ............ وهكذا حتى اصل إلى سؤال الــ 10 مليون ............ فأطيل التفكير ............ فيفرح جورج قرداحي ظنا منه باني لا اعرف الإجابة ............ فأطلب الاتصال بصديق فيزداد فرحه أنني لا اعرف الإجابة ............ فيسألني من تريد ان تطلب ............ فأجيبه أريد أبو ( س ) .. فيخبرني بان أمامي 30 ثانية فقط ............ !!
يرد علي أبو ( س ) ويقول :-
- اسأل السؤال بسرعة يا محرم
فأقول له :-
- لا يا عمي انا عارف الإجابة من زمان انا بتصل بيك علشان أطلب إيد ( س )!!
فيرد غاضبا :-
- على الهوا يا بني .. انت عبيط ولا إيه ..
فجأة تاخد ( س ) السماعة من إيد باباها وتقولي موافقة يا محرم موافقة ... إحنا من النهاردة مش إخوات ابدا ..!!
أبعد عن رأسي فكرة انها وافقت الان ............ فقط بعدما عرفت انني أصبحت مليونير ............ وأعود إلى جورج قرداحي بعد أن أصابه حالة الذهول من عبقريتي ............ وأجيبه على السؤال أبو 10 مليون والذي كان يقول :-
من الذي أحرز هدف الفوز لمصر في نهائي أمم إفريقيا 2008 ؟
1 - عمرو ذكي 2- عماد متعب 3 - ابو تريكة 4 - محرم
فأجيب وأنا مطمئن أنه محرم طبعا !! ..
فيصرخ فرحا ويعطيني ال 10 مليون جنيه كاش متجمديين في إيدي ............ يااااااااااااه على الأحلام ............ !!
ولأنني أحب نفسي كثيرا ............ ولا اقبل ابدا أن أكون إنسان عادي ............ فدائما ما أحاول أن أجد لنفسي المبررات ............ أحاول ان اقول أن هؤلاء الشخصيات ............ تم الاهتمام بهم منذ ان كانوا صغارا ............ ولكني أعرف أن هذا غير صحيح في كثير من الحالات ............ فأقول ان لديهم الأموال والإمكانيات ............ ولكن هذا أيضا غير صحيح في كثير من الحالات ............ اما أسخف تبرير أجده لنفسي ............ إذا كان صاحب الإنجاز أكبر مني سنا ولو بشهرين فقط ............ فاقول لنفسي أنه أكبر مني وعندما اصل لسنه سأكون قد صنعت المعجزات !! ............ وكأني سأفعل في الشهرين ما لم افعله خلال الـست وعشرون عاما الماضية من عمري !! .............. تبا !! ............ فلأعود لتخيلاتي ............ على الأقل هي تمنحني وقتا ممتعا !!
لكني اكتشف بعد كل هذه التخيلات ............ أنني مجرد إنسان عادي ............ دائما انا من الجمهور الذي يشجع ............ او القراء الذي يقرأون الكتاب ............ أو ممن يستخدمون هذا الاختراع ............ لم أكن يوما ............ لا أنا اللاعب ............ ولا المؤلف ............ ولا المخترع ............ وللأسف أنه دائما وأبدا ............ ستظل ( س ) مصرة على ............ أن نكون إخوات أحسن ............ !!
مع خالص تمنياتي للفرقة التانية والتالته وبقؤلهم
بالنجاح والتوفيق
دايما ان شاء الله
ومع خالص تمنياتي لسنه اولي بالذات وبقؤلهم
بالنجاح والتوفيق دايما ان شاء الله ويارب تحبوا القسم دايما
اما سنه رابعه فانا مش عارف اقؤلهم ايه لكن بقؤلهم
لو الزمان يرجع بيا وراء كنت اتمني اني ابقي معاكم
من اول ما دخلتوا اعدادي لان فعلا وشكم حلو اوي عليا
وبقولكم ربنا يوفقكم ويكرمكم ويسعدكم ويبسطكم ويهنيكم ويطولكم كل حاجه بتتمنوها امين يارب العالمين
زميلكم العزيز
احمد محرم
عدل سابقا من قبل ah777ed في 11/03/09, 02:12 pm عدل 1 مرات