[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
جريدة الفجر
عدد رقم ( 218 )
* ما أن يأتى شهر رمضان حتى تخمد أنفاس غالبية الصائمين . . ويسيطر عليهم الوخم . . ويتكاسلون عن العمل . . وتظهر عليهم أعراض التوتر . . وتضيق مشاعرهم . . كأنهم فى كرب كئيب . . لا يخرجهم منه سوى مدفع الإفطار .
* إن هذا النوع من الصيام يسمى صيام الصابرين . . الذين يتعاملون مع تكليف : " كتب عليكم الصيام " . . وكأنهم يسمعون آية : " كتب عليكم القتال وهو كره لكم " . . فصيامهم على مضض . . مجبرين عليه . . وكأنهم فى قرارة أنفسهم يتمنون أن يلغى الله تلك الفريضه الصعبه عليهم .
* ولو كان ذلك النوع من الصيام يخص عامة الناس فإن النوع الثانى يسمى صيام الخواص أوصيام الراضين . . وهم لا يتذمرون من الصيام . . ولكن . . لو خيروا بين بقاؤه وإلغاؤه لإختاروا إلغاؤه . . والفرق بينهم وبين الصابرين هو أنهم لا يعلنون شكواهم من الصيام . . ويخفون تبرمهم منه .
* أما النوع الثالث من الصيام . . صيام خواص الخواص . . فهو صيام الشاكرين . . وهنا نتوقف قليلاً عند قوله سبحانه وتعالى : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " . . وليس المقصود أننا نصوم كما كان يصوم من قبلنا . . ولكن . . المقصود أن الصوم فريضه لسنا أول من كتبت عليهم . . فمبدأ الصيام وهو الحرمان من شىء ما واحد . . بغض النظر عن إختلاف القواعد والتوقيت .
* وتضيف الآيه : " أياماً معدودات " . . أى هناك توقيت محدد . . هو شهر رمضان . . لا يجوز تأجيله أو تقديمه .
* ويضيف سبحانه وتعالى : "فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر " . . ومعنى أن الله يتوجه بدعوة الصيام للذين آمنوا فإن من يستجيب لها عليه أن يشكر الله لإنه إحتسبه من المؤمنين . . وعليه أن يشكره أيضاً لأنه ليس مريضاً كى يعفيه منه . . وهى شهاده على الصحه . . وعليه أن يشكره كذلك لأنه يقيم وسط أهله وناسه ومن يحب . . وليس على سفر . . بكل ما فى السفر من متاعب فى الغربه . . ومن ثم فإن كل لائق للصيام عليه أن يشكر الله لوصفه بالمؤمن ولتمتعه بنعم الله لا أن يتبرم منه .
* لذلك يقول سبحانه وتعالى : " وإن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " . . وفى موضع آخر : " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العده ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون " . . ومن الكلمه الأخيره جاء وصف صيام الشاكرين . . ولا حول ولا قوة إلا بالله .
جريدة الفجر
عدد رقم ( 218 )
صيام الصابرين وصيام الراضين وصيام الشاكرين
* ما أن يأتى شهر رمضان حتى تخمد أنفاس غالبية الصائمين . . ويسيطر عليهم الوخم . . ويتكاسلون عن العمل . . وتظهر عليهم أعراض التوتر . . وتضيق مشاعرهم . . كأنهم فى كرب كئيب . . لا يخرجهم منه سوى مدفع الإفطار .
* إن هذا النوع من الصيام يسمى صيام الصابرين . . الذين يتعاملون مع تكليف : " كتب عليكم الصيام " . . وكأنهم يسمعون آية : " كتب عليكم القتال وهو كره لكم " . . فصيامهم على مضض . . مجبرين عليه . . وكأنهم فى قرارة أنفسهم يتمنون أن يلغى الله تلك الفريضه الصعبه عليهم .
* ولو كان ذلك النوع من الصيام يخص عامة الناس فإن النوع الثانى يسمى صيام الخواص أوصيام الراضين . . وهم لا يتذمرون من الصيام . . ولكن . . لو خيروا بين بقاؤه وإلغاؤه لإختاروا إلغاؤه . . والفرق بينهم وبين الصابرين هو أنهم لا يعلنون شكواهم من الصيام . . ويخفون تبرمهم منه .
* أما النوع الثالث من الصيام . . صيام خواص الخواص . . فهو صيام الشاكرين . . وهنا نتوقف قليلاً عند قوله سبحانه وتعالى : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " . . وليس المقصود أننا نصوم كما كان يصوم من قبلنا . . ولكن . . المقصود أن الصوم فريضه لسنا أول من كتبت عليهم . . فمبدأ الصيام وهو الحرمان من شىء ما واحد . . بغض النظر عن إختلاف القواعد والتوقيت .
* وتضيف الآيه : " أياماً معدودات " . . أى هناك توقيت محدد . . هو شهر رمضان . . لا يجوز تأجيله أو تقديمه .
* ويضيف سبحانه وتعالى : "فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر " . . ومعنى أن الله يتوجه بدعوة الصيام للذين آمنوا فإن من يستجيب لها عليه أن يشكر الله لإنه إحتسبه من المؤمنين . . وعليه أن يشكره أيضاً لأنه ليس مريضاً كى يعفيه منه . . وهى شهاده على الصحه . . وعليه أن يشكره كذلك لأنه يقيم وسط أهله وناسه ومن يحب . . وليس على سفر . . بكل ما فى السفر من متاعب فى الغربه . . ومن ثم فإن كل لائق للصيام عليه أن يشكر الله لوصفه بالمؤمن ولتمتعه بنعم الله لا أن يتبرم منه .
* لذلك يقول سبحانه وتعالى : " وإن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " . . وفى موضع آخر : " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العده ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون " . . ومن الكلمه الأخيره جاء وصف صيام الشاكرين . . ولا حول ولا قوة إلا بالله .