لا تفسد رمضانك بكثرة انفعالك



أذكركم بأن النية الحلوة لا تكفي لكي
ينجح الفرد في تحقيق أهدافه؛ النية الحلوة هي بداية النجاح. لابد أن يأخذ
الإنسان بالأسباب لكي ينجح في الذي يتمناه. نفسنا نصوم بجد ونقرب لربنا
أكثر، وربنا يرضى عنا، ونحب النبي صلى الله عليه وسلم أكثر، ونستمتع
بالقرآن أكثر، ويكون رمضان السنة دي نقلة في حياتنا ونصوم لله بجد.


ولكن أحياناً تكون هناك معوقات لكي نصل لهذه الأشياء. منها أن يكون الفرد كثير الانفعال: لا تفسد رمضانك بكثرة انفعالك.


قلب الإنسان يتقلب ويتغير. وتصرفات الإنسان تدل على حالة قلبه. فالإنسان
الذي يتصرف بهدوء وسكينة يدل على أن قلبه مع الله سبحانه وتعالى. والإنسان
الذي يتصرف بتوتر وحدة وانفعال يدل على تشتت القلب. وكثير من الأوقات
الواحد يبني في قلبه بسماع القرآن، ويذكر الله والجلوس مع صحبة صالحة،
ويبعد عن مجالس بها غيبة ونميمة، ويصوم لكي يكسر شهوته عشان قلبه يقرب لله
سبحانه وتعالى، ويصلي على النبي، ويذكر نعم الله عليه... ثم قد يحدث موقف
يجعله يتصرف بطريقة مش كويسة، ويتغير شكل عينيه، ويقول كلام يندم عليه....
خرج بره الجو الجميل الذي ظل يبني فيه أياما، أو شهورا، أو حتى سنين.


كان هذا الشخص يبكي في التراويح خلف الإمام، وكان يقرأ القرآن صائماً
وشاعرا بخشوع ليس له مثيل، كل هذا ضاع بسبب أن الزوجة أو الأم تأخرت
قليلاً في تحضير الإفطار، أو لم يجد سوى صنف واحد أو صنفين (فقط)على مائدة
الإفطار. أو كانت الزوجة تضع الملابس استعدادا للخروج فتأخروا على
العزومة...


إن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب. فردد مرارا، قال: لا تغضب .


النبي يقول لك لا تغضب عشان قلبك يفضل قريب لربنا على طول، لأن كثرة الغضب تضيع حلاوة الإيمان. والنبي لا يقول أي شئ: " إنْ هُوَ إلاَّ وحْيٌ يُوحَى" (النجم: 4)


يصب الصيام الخير في القلب، أما الغضب فيشق القلب ليسقط منه كل شئ جميل.


يا ابن آدم، اذكرني حين تغضب، أذكرك حين أغضب. الله لا يحب الإنسان الغضوب.


‏يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن شر الناس منزلة عند الله من تركه أو
ودعه الناس اتقاء فحشه". من يبعد عنه الناس لغضبه أو لأن لسانه مش حلو.
الناس لو بتتجنبنا لابد أن نعلم أن مقامنا وحش قوي عند ربنا، ولو أن الناس
بتحبك، اعرف إن ده من حب ربنا لك.


كثرة الغضب تغضب ربنا، وتفض الناس من حولنا. انظر لوصية الله لنبينا صلى الله عليه وسلم:"...ولَوْ كُنتَ فَظاً غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ..." (آل عمران: 159).


الذكر يسكّن القلب، وإن الإنسان يعلم أن كل ما يحدث حوله هو رسالة من الله
حتى أذية الناس لنا، حتى الإنسان قليل الأدب معنا هو رسالة من الله. وتذكر
عباد الرحمن الذين فهموا هذا المعنى وعندما كلمهم الناس بقلة أدب:"...وإذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (الفرقان:63)


كل هذه رسائل من الله ليختبرنا هل سنعاملهم بطريقة ترضي الله سبحانه وتعالى أم بطريقة ترضي غرورنا وكبرياءنا؟!



فلا تفسد رمضانك بكثرة انفعالك.