البداية دائما ابتسامة، هي الانطباع الأول الذي قد يدوم أو لا يدوم لا يهم. فالمهم هو أن تبدأ حياتك ويومك وكل شيء تفعله بابتسامة.
في البلدان المتقدمة عادة ما يُفاجأ المصري بالبائع أو بسائق
الأتوبيس وهو يبتسم ابتسامة عريضة غير مبررة، ويهمس له: صباح الخير أو كيف
حالك؟ لأننا هنا تعودنا أن نحلم باللحاق بالأتوبيس أو بكرسي فارغ داخله
وقمة الرفاهية هي أن تصل إلى عملك دون خدش في ملابسك أو تحتفظ بها مكوية
بعد دخولك في العصّارة المسماة المواصلات العامة، هنا لن يودّعك السائق
متمنيا لك يوما جميلا ولكنه سيكون مشغولا بالإشارة المغلقة في وجهه وأنت
تقفز من الأتوبيس.
نعم حياتنا صعبة وابتسامتنا لم تعد كما كانت في
السابق، إنها غريبة بيننا، شبح لا يكاد يطل من الشفاه حتى يهرب مرة أخرى،
أحيانا بلا عودة في سلسلة إرهاقات اليوم الطويل.
لذا فعندما تطالب شخصا بالابتسام لا تستغرب كثيرا إذا سألك: "ليه.. أبتسم ليه؟؟!!!"
وذلك لأن أغلب الناس مؤمنون أن السعادة تأتي من النجاح أو الثراء
أو الزواج المستقر أو الشهرة، وأنه يجب أن تكون هناك أسباب جالبة للسعادة
والابتسام أو الضحك، ومن أمثالنا شديدة الغرابة "الضحك من غير سبب قلة
أدب" لماذا؟؟!! لا أعرف..
ولكنهم بذلك يضعون العربة قبل الحصان
بظنهم أن النجاح يجعل الناس سعداء، فالحقيقة هي أن السعادة والابتسام
يقودان إلى النجاح وليس العكس، وهذا ما أثبتته دراسة نفسية جديدة أجرتها
ثلاث جامعات أمريكية على 275 ألف شخص.
حيث أثبتت الدراسة أن
الأشخاص السعداء من الأسهل العمل معهم؛ لأنهم يملكون دائما دوافع قوية
للتقدم وتحمل الصعاب وهم أقرب إلى النجاح من غيرهم. وعرّفت الدراسة الشخص
السعيد بأنه الشخص المبتسم دائما، والذي يملك من المشاعر الإيجابية والرضا
والثقة بالنفس الكثير مما يجعله يتغلب على أي مشكلات تمر به.
وإن السعادة في الغالب تنبع من داخل الشخص وليس من أسباب خارجية محيطة به.
وأوضحت
الدراسة أيضا أن السعادة مُعدية وأنها تنتشر في دوائر حول الشخص وتنتقل
إلى الأشخاص الآخرين بسرعة أكبر بكثير من الحزن والمشاعر السلبية.
الدراسة
أمريكية، ولكننا رغم ذلك الأخف دماً والكثير منا يلقّب "بابن نكتة" فهل
تستعصي علينا ابتسامة صغيرة، نزيح بها الهموم وننشرها من حولنا ونعدي بها
أحباءنا بدلا من الفيروسات التي تملأ عصرنا.
سنحاول.. رغم كل شيء...
وهنا تدريب
لبرمجة عقلك ولزرع ابتسامة وهو تدريب مستوحى من رباعية جميلة للشاعر الجميل صلاح جاهين تقول:
الضحك قال يا سم ع التكشيـــــــر
أمشير وطوبة وأنا ربيعي بشيـر
مطرح ما باظهر بانتصر ع العدم
إن شالله أكون رسماية بالطباشيــر
عجبي!!!!
بالورقة والقلم بدل ما نشخبط أو نرسم دواير، هنجرّب نرسم وش بيبتسم زي الصورة دي، رسم الابتسامة بيساعد على استحضارها.
خلونا نرسم ابتسامة.. لو حتى على الورق.. يمكن تطير زي الفراشة.. وتستقر على شفايفنا