انتهينا في الحلقة السابقة من سلسلة "غيّر حياتك بإيدك" عند أهمية أن نفكّر فيما نملكه بالفعل وننمّيه، وتركتُك لتفكّر في نفسك بدءاً بحواسّك الخمسة، ثم جسدك، وعلمك، وإيمانك، وعلاقاتك، وأهلك، وكل ما تحمله من أحلام وطموحات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أعمل بيدك .............استعمل حواسك ..............فكر واستغل ماتتقنه
والآن بعد أن فكّرت، ماذا وجدت؟ سأفترض أنك شخص يُسمى (ص)، وهذا الشخص قد يكون ذكراً أو أنثى، ولكل جنس مزاياه، يسمع ويرى ويشعر ويشم ويتذوق، له جسد قد يكون رشيقاً أو نحيفاً أو سميناً، ولكل جسد أيضاً خصائصه ومزاياه، حصل على دبلوم أو بكالوريوس أو شهادة محو الأمية، مسلم أو مسيحي أو مؤمن بالله أو حتى مؤمن بالوجود، له علاقات محدودة أو متشعّبة، له أسرة تحبه أو له أسرة تضغط عليه وتسوّد حياته، يحلم بالسفر أو بالزواج أو بالحصول على درجة علمية أو العمل في مكانة مرموقة والنجاح فيه.
أرأيتم معي، كلنا لدينا أشياء كثيرة؛ وبرغم ذلك طالما وصل لـنا"فضفضات من النوعية التالية:
"أنا مشكلتي بالنسبة لي جامدة أوي: حاسة إني ماليش أي لازمة، مابعملش أي حاجة في دُنيتي، عايشة كده، تحصيل حاصل وبس؛ مافيش مني أي فايدة، أنا في 3 ثانوي عام، وحاسة إني هافضل كده طول عمري".
إزاي مالناش لازمة؟ ولو إحنا مالناش قيمة كان ربنا هيخلقنا ليه؟ على كل حال كل إنسان له قيمة بالتأكيد، ولكي تعرف قيمتك؛ فالمعادلة بسيطة، دلّنا عليها الإمام علي رضي الله عنه عندما قال: "قيمة المرء ما يُحسنه"؛ يعني إيه؟ يعني: أنت = ما تُحسنه + ما تُتقنه + ما تُفعله بشكل جيّد.
فيه ناس بتقول إنهم بلا موهبة!! إذن اعمل بيديك، استعمل حواسّك، فكّر.. لكني مؤمنة أن لكل منا موهبة ما؛ حتى لو عجز عن اكتشافها؛ فيه ناس موهبتها الحساب، وناس تنظيم الأماكن، وناس بتطبخ، وناس بتصنع عطور.. كلنا بنعمّر الكون؛ لكن برغم كده، فيه ناس برضه مش قادرة تُدرك قيمة نفسها؛ زي صديقنا اللي بعت بيقول:
"أنا فقدت الثقة في نفسي، وفي اللي حواليّ؛ أجبروني على دخول كلية دون رغبتي، وعلى أشياء أخرى كتير في حياتي.. أنا واقف مشلول مش عارف أعمل أي حاجة غير الندم على اللي فات، أنا حاولت أدوّر على أي شيء بحبه وأطوّره؛ ولكن مالقيتش حاجة".
صديقي العزيز.. على الأقل أنت دخلت جامعة، وحصلت على مؤهل جامعي، وهذا معناه إن عِلمك أكبر من ناس كتير لم يأخذوا كفايتهم من التعليم.. فكّر فيما تملكه بالفعل، لا تفكّر في ما فات أو في القادم في الحقيقة.. جميعنا لا يملك سوى هذه اللحظة، وفكرة فشلك في البحث عن شيء تُطوّره في نفسك ولم تجد فكرة في غاية السلبية؛ لأن كل شيء في الحياة قابل للتغيير وللتطوّر؛ فلو كنت -على سبيل المثال- صاحب جسد رياضي؛ فأنت قادر على تطويره حتى تُصبح "بودي جارد"، ولو كنتِ ربّة بيت فأنت قادرة على تطوير مشروع صغير لتصنيع الكروت أو الشموع.. كل شيء قابل للتطوير؛ حتى جلوسك على القهوة، قد يكون مجرد جلوس وكوب شاي، وقد يكون جلوساً وقراءة للصحف، وقد يكون جلوساً وتحدّثاً مع معارفك حول بحثك عن فرصة عمل، وقد تأتي الفرصة من حيث لا تدري.
أغلبنا يفكّر باختصار عادة أحلامه في امتلاك ثلاث مفاتيح، البيت والسيارة والمكتب الذي يمثل النجاح في العمل، أو كنظرية الأطباء: عربية وعيادة وعروسة.. ونظنّ أننا عندما سنصل إلى امتلاك هذه المفاتيح الثلاثة سنصل إلى السعادة والرضا الكامل عن أنفسنا؛ ولكن هذه الفكرة تُشبه تماماً قصة البحث عن الكنز، والتي نتأكد في نهايتها -عادة- وبعد حصول البطل على الكنز بالفعل، أن أجمل شيء لم يكن الكنز؛ ولكن الأجمل هو الرحلة في الوصول إليه.
تخيّل معي أنك متزوج، وقررت أن تسافر إلى بلد آخر للعمل؛ فتركْت عائلتك وظللت سنوات وسنوات لا تفعل شيئاً سوى جمع الأموال؛ حتى مرّ شبابك، وأصبحت كهلاً، وعُدت وملكت المفاتيح الثلاثة والأموال.. تخيّل معي لو أن نفس الشخص عاش هذه السنوات بالفعل، واستمتع بها مع أسرته، وعمل وتعلم أشياء جديدة، وربى أولاده؛ فإنه في الغالب سيملك في النهاية المفاتيح الثلاثة أيضاً؛ قد لا تكون السيارة الفارهة التي يمتلكها العائد من الغربة، ليست نفس الشقة ذات "البياض المشقّق" التي أمضى فيها صاحبنا حياته هي شقة البرج العالي لصاحب الأموال؛ ولكن كلاً منهم اختار ما أراده؛ لذلك يجب علينا أن نفرّق بين ما نفعله وما نملكه.
لأن سعادتنا عادة متعلقة بما نفعله في حياتنا بالرحلة، ولا علاقة لها بما نملكه كالكنز والسيارة والشقة والعمل، سعادتنا عادة ما تنبُع من داخلنا ومما نفعله؛ بدليل أننا قد نكون أسعد بوظيفة قد يراها الآخرين بلا معنى وتُدِرّ دخلاً أقل لأنها تُشبع رغبتنا واحتياجاتنا؛ لذلك كما نختار أهدافنا (المفاتيح الثلاثة)، يجب أن نختار أيضاً طريق الوصول لها؛ لأن الحياة الحقيقية عادة ما نُمضيها في طريقنا للوصول لأهدافنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أعمل بيدك .............استعمل حواسك ..............فكر واستغل ماتتقنه
والآن بعد أن فكّرت، ماذا وجدت؟ سأفترض أنك شخص يُسمى (ص)، وهذا الشخص قد يكون ذكراً أو أنثى، ولكل جنس مزاياه، يسمع ويرى ويشعر ويشم ويتذوق، له جسد قد يكون رشيقاً أو نحيفاً أو سميناً، ولكل جسد أيضاً خصائصه ومزاياه، حصل على دبلوم أو بكالوريوس أو شهادة محو الأمية، مسلم أو مسيحي أو مؤمن بالله أو حتى مؤمن بالوجود، له علاقات محدودة أو متشعّبة، له أسرة تحبه أو له أسرة تضغط عليه وتسوّد حياته، يحلم بالسفر أو بالزواج أو بالحصول على درجة علمية أو العمل في مكانة مرموقة والنجاح فيه.
أرأيتم معي، كلنا لدينا أشياء كثيرة؛ وبرغم ذلك طالما وصل لـنا"فضفضات من النوعية التالية:
"أنا مشكلتي بالنسبة لي جامدة أوي: حاسة إني ماليش أي لازمة، مابعملش أي حاجة في دُنيتي، عايشة كده، تحصيل حاصل وبس؛ مافيش مني أي فايدة، أنا في 3 ثانوي عام، وحاسة إني هافضل كده طول عمري".
إزاي مالناش لازمة؟ ولو إحنا مالناش قيمة كان ربنا هيخلقنا ليه؟ على كل حال كل إنسان له قيمة بالتأكيد، ولكي تعرف قيمتك؛ فالمعادلة بسيطة، دلّنا عليها الإمام علي رضي الله عنه عندما قال: "قيمة المرء ما يُحسنه"؛ يعني إيه؟ يعني: أنت = ما تُحسنه + ما تُتقنه + ما تُفعله بشكل جيّد.
فيه ناس بتقول إنهم بلا موهبة!! إذن اعمل بيديك، استعمل حواسّك، فكّر.. لكني مؤمنة أن لكل منا موهبة ما؛ حتى لو عجز عن اكتشافها؛ فيه ناس موهبتها الحساب، وناس تنظيم الأماكن، وناس بتطبخ، وناس بتصنع عطور.. كلنا بنعمّر الكون؛ لكن برغم كده، فيه ناس برضه مش قادرة تُدرك قيمة نفسها؛ زي صديقنا اللي بعت بيقول:
"أنا فقدت الثقة في نفسي، وفي اللي حواليّ؛ أجبروني على دخول كلية دون رغبتي، وعلى أشياء أخرى كتير في حياتي.. أنا واقف مشلول مش عارف أعمل أي حاجة غير الندم على اللي فات، أنا حاولت أدوّر على أي شيء بحبه وأطوّره؛ ولكن مالقيتش حاجة".
صديقي العزيز.. على الأقل أنت دخلت جامعة، وحصلت على مؤهل جامعي، وهذا معناه إن عِلمك أكبر من ناس كتير لم يأخذوا كفايتهم من التعليم.. فكّر فيما تملكه بالفعل، لا تفكّر في ما فات أو في القادم في الحقيقة.. جميعنا لا يملك سوى هذه اللحظة، وفكرة فشلك في البحث عن شيء تُطوّره في نفسك ولم تجد فكرة في غاية السلبية؛ لأن كل شيء في الحياة قابل للتغيير وللتطوّر؛ فلو كنت -على سبيل المثال- صاحب جسد رياضي؛ فأنت قادر على تطويره حتى تُصبح "بودي جارد"، ولو كنتِ ربّة بيت فأنت قادرة على تطوير مشروع صغير لتصنيع الكروت أو الشموع.. كل شيء قابل للتطوير؛ حتى جلوسك على القهوة، قد يكون مجرد جلوس وكوب شاي، وقد يكون جلوساً وقراءة للصحف، وقد يكون جلوساً وتحدّثاً مع معارفك حول بحثك عن فرصة عمل، وقد تأتي الفرصة من حيث لا تدري.
أغلبنا يفكّر باختصار عادة أحلامه في امتلاك ثلاث مفاتيح، البيت والسيارة والمكتب الذي يمثل النجاح في العمل، أو كنظرية الأطباء: عربية وعيادة وعروسة.. ونظنّ أننا عندما سنصل إلى امتلاك هذه المفاتيح الثلاثة سنصل إلى السعادة والرضا الكامل عن أنفسنا؛ ولكن هذه الفكرة تُشبه تماماً قصة البحث عن الكنز، والتي نتأكد في نهايتها -عادة- وبعد حصول البطل على الكنز بالفعل، أن أجمل شيء لم يكن الكنز؛ ولكن الأجمل هو الرحلة في الوصول إليه.
تخيّل معي أنك متزوج، وقررت أن تسافر إلى بلد آخر للعمل؛ فتركْت عائلتك وظللت سنوات وسنوات لا تفعل شيئاً سوى جمع الأموال؛ حتى مرّ شبابك، وأصبحت كهلاً، وعُدت وملكت المفاتيح الثلاثة والأموال.. تخيّل معي لو أن نفس الشخص عاش هذه السنوات بالفعل، واستمتع بها مع أسرته، وعمل وتعلم أشياء جديدة، وربى أولاده؛ فإنه في الغالب سيملك في النهاية المفاتيح الثلاثة أيضاً؛ قد لا تكون السيارة الفارهة التي يمتلكها العائد من الغربة، ليست نفس الشقة ذات "البياض المشقّق" التي أمضى فيها صاحبنا حياته هي شقة البرج العالي لصاحب الأموال؛ ولكن كلاً منهم اختار ما أراده؛ لذلك يجب علينا أن نفرّق بين ما نفعله وما نملكه.
لأن سعادتنا عادة متعلقة بما نفعله في حياتنا بالرحلة، ولا علاقة لها بما نملكه كالكنز والسيارة والشقة والعمل، سعادتنا عادة ما تنبُع من داخلنا ومما نفعله؛ بدليل أننا قد نكون أسعد بوظيفة قد يراها الآخرين بلا معنى وتُدِرّ دخلاً أقل لأنها تُشبع رغبتنا واحتياجاتنا؛ لذلك كما نختار أهدافنا (المفاتيح الثلاثة)، يجب أن نختار أيضاً طريق الوصول لها؛ لأن الحياة الحقيقية عادة ما نُمضيها في طريقنا للوصول لأهدافنا